2024-11-14

الأسباب الرئيسيّة لتجاوز الميزانيّة في مشاريع العمل

قطاع البناء هو من أهم القطاعات الإقتصاديّة التي بدورها تُشكّل أساس التطوّر والنمو في جميع دول العالم، فهي تُمثل ركيزة أساسيّة للبُنية التحتيّة والتنمية المُستدامة، ولكن على الرغم من أهمية هذه المشاريع، إلا أن الكثير من المُطورين وشركات المُقاولات يواجهون تحديّات تتمثل في تجاوز الميزانيّة المُخصصة لهذه المشاريع، حيث أن تجاوز الميزانيّة من أكبر المشاكل التي تواجه مشاريع البناء مما يتسبب ذلك في تأخير التسليم وزيادة في التكاليف وعدم اكتمال المشاريع بشكلٍ صحيح، وفي هذا المقال المُقدّم من منصة طابو العقاريّة سنتناول أهم الأسباب التي من شأنها تؤدي إلى تجاوز الميزانيّة في مشاريع العمل.

1- التقدير الغير دقيق

التقديرات الخاطئة للتكاليف الأوليّة هي أحد الأسباب الرئيسيّة التي تُسبب بدورها تجاوز الميزانيّة في مشاريع البناء، فهي المرحلة الأوليّة والأكثر أهميّة في تحديد الأساس المالي للمشروع، وفي حال لم تُنفّذ التقديرات بدقة، فقد ينتج عن ذلك تباين كبير ما بين التكاليف المُخططة والتكاليف الفعليّة مما يؤثر بشكلٍ سلبيّ على السيطرة الماليّة للمشروع، فالتقديرات الخاطئة والغير دقيقة في التكاليف الأوليّة تتسبب في تفاقم المشاكل الماليّة لاحقًا خلال مراحل التنفيذ، حيث يُمكن أن تظهر تكاليف غير متوقعة وغير مُخطط لها بسبب عدم احتساب التكاليف الفعليّة للمواد والمعدات بشكلٍ دقيق أو ربما عدم اعتبار تكاليف العمالة والمصروفات الإضافيّة المُحتملة، مما يُمكن أن يؤدي إلى عدم مُراعاة الظروف الجويّة والبيئيّة المتغيرة إلى تحميل المشروع تكاليف غير متوقعة، لذا لتجنّب التقديرات الخاطئة للتكاليف الأوليّة، يجب أن تتم دراسة المشروع بدقة واستخدام البيانات التاريخيّة والخبرة السابقة لتحديد التكاليف المُناسبة، لهذا السبب ينبغي الإعتماد على خبراء ذوي الخبرة في المجال والمُهندسين المُختصين لإحتساب التكاليف بدقة، كما يجب التحقق من جميع العناصر التي من شأنها قد تؤثر على التكاليف بشكلٍ كامل وإجراء تحليل شامل للمخاطر المُحتملة وتوقع التحديات المُستقبليّة.

2- تغييرات التصميم

التغيير في تصاميم مشروع البناء من شأنه أن يكون سببًا شائعًا لتجاوز التكاليف المُخصصة وعلى الرغم من أن التعديلات على التصميم قد تكون ضروريّة لمعالجة المُشكلات غير المتوقعة أو تلبية مُتطلبات العميل، إلا أنها قد تؤدي إلى نفقات إضافيّة كبيرة، حيث يتطلّب تعديل التصميم عادةً إعادة العمل، مما يؤدي إلى زيادة المُدّة والتكاليف الإجماليّة للمشروع، علاوةً على ذلك فإن تلك التغييرات قد تستدعي الحاجة إلى مواد أو ربما عمالة إضافيّة مما يتسبب في زيادة تكاليف البناء، وللتخفيف من هذه المخاطر يجب على شركات البناء تحديد مُتطلبات ونطاق المشروع بدقة ووضوح قبل البدء في العمل، وهذا يتطلب تحليلاً متأنيًا لجميع جوانب المشروع والتغيرات المُحتملة، بالإضافة إلى ذلك فإن دمج عملية إدارة التغيير يُعد أمرًا حيويًا لضمان توثيق أي تعديلات على نطاق المشروع والحصول على موافقة من جميع أصحاب المصلحة المعنيين، لهذا يجب على شركات البناء تحديد متطلبات المشروع بدقة ووضوح قبل بدء العمل، وهذا يتطلّب دراسة شاملة ودقيقة لجميع جوانب المشروع وربما توقع أي تغييرات مُحتملة.

3- ضعف في إدارة المخاطر

سوء إدارة المخاطر في مشاريع البناء والتشييد هو أحد العوامل الرئيسيّة التي تسهم في تجاوز التكاليف والميزانيّة المُخصصة، حيث تُواجه هذه المشاريع مجموعة واسعة من المخاطر من مثل ظروف الموقع غير المُتوقعة والتقلبات الجويّة، والتأخيرات المُحتملة في التسليم من المُوردين، وسوء التخطيط والتنظيم بالإضافة إلى جدول زمني غير واقعي والتغيرات القانونيّة والتنظيميّة، وإذا لم يتم التعامل بشكلٍ مُناسب مع هذه المخاطر فقد ينتج عن ذلك زيادة كبيرة في التكاليف وتأخيرات في جدول التنفيذ، لذا للحد من هذه المخاطر وضمان نجاح تنفيذ المشروع، يتعيّن على شركات المُقاولات والمُهندسين المُشرفين على المشروع من إجراء تقييم شامل للمخاطر المُحتملة التي من شأنها قد تُواجه المشروع وتحديد تأثيراتها المُحتملة، لذا يجب الإهتمام دائمًا بتحليل وتقييم المخاطر المُحتملة واتخاذ التدابير الوقائيّة المُناسبة من خلال المُراقبة المُستمرة والإدارة الإستباقيّة للمخاطر طوال دورة حياة المشروع.

4- سوء التخطيط

من بين الأسباب الرئيسيّة لتجاوز مشاريع البناء والتشييد هو سوء تخطيط المشاريع، إذ يُمكن أن يؤدي تخصيص الموارد بشكلٍ غير كافي، وإعداد جداول زمنيّة غير واقعية وعدم التناسق الجيّد بين فريق العمل إلى حدوث تأخيرات وزيادة في التكاليف، وعادةً ما تظهر هذه المُشكلات عند غياب خطّة مُفصلة للمشروع قبل بدء العمل، لذا للحد من مخاطر التخطيط والجدولة غير الفعّالة يجب على شركات البناء اعتماد نهج استباقي في إدارة المشروع، يشمل ذلك الإستثمار في عمليات تخطيط وجدولة دقيقة ومُفصلة للمشروع وتنفي مُمارسات فعّالة لإدارة المشاريع.

5- غياب التواصل

التواصل الفعّال بين كافّة المُشاركين في مشروع البناء هو أحد الأعمدة الأساسيّة لنجاح أي مشروع، فعندما تكون المعلومات غير واضحة يصعب على فريق العمل تحقيق التعاون أو اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المُناسب مما يتسبب في تأخير إنجاز المهام وحدوث أخطاء ينتج عنها تجاوز في الميزانيّة المُخططة للمشروع، لذا للعمل على حل هذه المُشكلة، يُمكنك استخدام الحلول الرقميّة من مثل برامج إدارة المشاريع لتحسين التواصل ومشاركة المعلومات بسهولة وفعاليّة، إذ تُتيح هذه الأدوات الرقميّة لجميع أعضاء الفريق الوصول إلى المعلومات والبيانات في أي وقت ومن أي مكان.