لا شكَّ بأن عالم صناعة البناء والعقارات، من بين أكثر الصناعات تطورًا وابتكارًا، حيث يسعى العديد من المطورين العقاريين إلى تحسين عملياتهم وزيادة كفائتهم، ومع تقدم التكنولوجيا أصبح من الضروري تطبيق حلول تقنية متطورة لتحسين جودة البناء والتقليل من التكاليف، ومن أبرز تلك التقنيات، تقنية الواقع الإفتراضي والواقع المعزز، حيث يُمكن أن يوفر الواقع الإفتراضي للمهندسين والمُصممين والعملاء تجرية واقعية للمشروع المُقترح قبل البدء بالتنفيذ الفعلي، الأمر الذي يُتيح للمستخدمين رؤية المشروعات المعمارية المُقترحة وكأنها موجودة بالفعل على أرض الواقع.

هي عبارة عن استخدام تكنولوجيا متطورة لخلق بيئات مُحاكاة ثُلاثية الأبعاد، تُمكّن المستخدمين من التفاعل مع عناصر البناء والتصميم بطريقة واقعية، كما تسمح تلك التقنية للمهندسين، والمُصممين والمقاولين والعملاء من القيام بتجربة استكشاف المشاريع الإنشائيّة بشكل كامل قبل البدء الفعلي في عملية البناء، كما يُمكنك باستخدام تقنية الواقع الإفتراضي من التجول ضمن المشروعات، ومشاهدة كافّة التفاصيل، فهذا النوع من التفاعل يعمل على تعزيز التواصل بين العديد من الأطراف المختلفة، وتقليل الإحتمالية من الوقوع في الأخطاء.

-باستخدام التقنيات المتقدمة مثل تقنية الواقع الإفتراضي يُمكن للمهندسين والمصممين من الإستعراض الثلاثي الأبعاد للمباني المُخطط لها دون الحاجة إلى بناء نماذج فعلية، حيث تُتيح تلك الطريقة الإستخدام الأمثل لوقت وموارد الفريق بالإضافة إلى إمكانية تعديل التصميمات بسهولة في مرحلة مُبكرة وتخفيض تكاليف التصميم النهائي وجعل عملية التصميم أكثر سلاسة وفاعلية.

-بفضل وجود تقنية الواقع الإفتراضي والواقع المعزز يُمكن للعملاء المُحتملين زيارة المشروع من خلال هواتفهم الذكية أو من أجهزة الكمبيوتر اللوحي دون الحاجة إلى الحضور شخصيًا، الأمر الذي يجعل من عملية البيع أسهل وأسهل، نظرًا لأن العميل يُمكن أن يستكشف المساحات ويشعر بالأبعاد الفعلية للمكان قبل الإنتقاء.

- يُمكن لموظفي الصيانة والعمال الإستفادة من تقنية الواقع الإفتراضي من خلال توفير طُرق تدريبيّة فعّالة وآمنة تعمل على تحسين الفهم والأداء بشكل كبير، كما أنها تُسهم في إجراء عمليات الصيانة المُعقدة بدقة أكبر، نظرًا لأنها تعرض الموظفين للظروف الفعلية دون وجود مخاطر محتملة.

- من المُمكن أن يكون للواقع الإفتراضي فائدة كبيرة في تحقيق الأهداف المتعلقة بالإستدامة لقطاع البناء، باستخدام تقنيات التخطيط الظاهري قبل البناء، حث يُمكن للمهندسين تقييم السلوك الإستهلاكي المحتمل وتحسين تصميماتهم لتقليل الإستهلاك وتوفير الطاقة.

مع بداية إنتشار تقنية الواقع الإفتراضي والواقع المعزز في صناعة البناء والعقارت، سوف نشهد تحول كبير في قطاع العقارات، ليصبح الواقع الإفتراضي والواقع المعزز عنصرًا أساسيًا يسهم في تحقيق الأهداف الإستراتيجيّة للصناعة من خلال توفير حلول تفاعليّة تسهّل على العملاء والمطورين والمهندسين التغلب على التحديات التي تواجه العقارات، ومع تطور الأدوات المستخدمة في البناء نتوقع أن يشهد القطاع العقاري تحولاً جذريًا في تحسين الأداء العام والتكامل الفعّال مع التطورات التكنولوجيّة، لذا فإن تبني هذه الخطوة هو بمثابة استثمار في مستقبل صناعة البناء والعقارات، حيث أنه يفتح آفاقًا جديدًا للإبداع ويُمهد الطريق نحو تحقيق الإنجازات المتميزة التي سوف تعود بالنفع على كافّة الأطراف.